
مع اقتراب الدوري العماني من نهايته وبزوغ أمل للمنتخب في التأهل لمونديال 2026، تصاعدت آمال عشاق كرة القدم في السلطنة لتحقيق الحلم، وهو ما يراه لاعب المنتخب السابق، المدرب والمحلل، عبد الله كمونة، ممكنًا، لكنه يحتاج إلى عمل خاص لتحقيقه.
وفي حوار مع "كووورة"، سلط كمونة الضوء على أداء المنتخب العماني خلال الفترة الأخيرة تحت قيادة المدرب رشيد جابر، مؤكدًا أن النجاح الكامل لتجربته يتطلب بيئة أكثر استقرارًا ودعمًا مؤسسيًا أقوى.
وعبَّر كمونة عن قلقه من تذبذب أداء المنتخب بالتصفيات المؤهلة للمونديال، وحمل ضعف المسابقات المحلية جزءًا كبيرًا من المسؤولية عن عدم بروز مواهب جديدة، مطالبًا الاتحاد العماني بوضع إستراتيجية طويلة المدى وتوفير البنية التحتية المطلوبة للنهوض بكرة القدم في البلاد.
كما عبَّر كمونة عن ارتياحه لأنباء ضم طارق السعدي، البالغ من العمر 18 عامًا، والمحترف بدوري الدرجة الثانية الإسباني، إلى معسكر المنتخب المقبل، لكنه حذر من سرعة الحكم على أدائه.
وجاء الحوار على النحو التالي:
كيف ترى تأثير تولي رشيد جابر مهمة تدريب المنتخب العماني حتى الآن؟
التأثير كان إيجابيًا جدًا على مستويات عدة، تشمل الجانب النفسي والمعنوي للاعبين، كما ظهر في بطولة الخليج الأخيرة.
رشيد مدرب وطني يعرف طبيعة اللاعبين والظروف المحلية، ويمتلك خبرة كبيرة بعد تحقيقه بطولات سابقة مع الأندية والمنتخب، لكن نجاحه يتطلب دعمًا أكبر من الدوري، والاستقرار في البيئة المحيطة بالمنتخب.
ما تقييمك لمشوار المنتخب حتى الآن في التصفيات المؤهلة للمونديال؟
التقييم صعب، فرغم بعض المؤشرات الإيجابية، إلا أن مستوى اللاعبين كان متذبذبًا، وواجه منتخبنا صعوبات كبيرة، لكن الفوز الأخير (على الكويت) أعطى أملاً في المنافسة على التأهل إن توفرت النتائج المطلوبة في المباريات المقبلة.
هل ترى أن قائمة المنتخب الحالية تعكس فعلاً أفضل ما في الكرة العمانية من مواهب؟
القائمة تمثل حاليًا أفضل الخيارات المتاحة، لكنها ليست كاملةـ فالدوري ضعيف ولم يفرز لاعبين بمستوى عالٍ بسبب غياب العمل المؤسسي والإستراتيجية الواضحة في الأندية.
وهناك لاعبون لم يظهروا بسبب هبوط مستوى المنافسة، أو عدم وجود مدربين أجانب لتطوير اللاعبين، وآخرون مميزون لكن انخفض مستواهم، ولذا فإن عملية الاختيار تبدو صعبة.
ما رأيك في أنباء انضمام طارق السعدي للمنتخب؟ وإلى أي مدى تقيم هذا الاتجاه؟
انضمام طارق خطوة إيجابية للمستقبل، كونه لاعبًا محترفًا في أوروبا، لكن لا ينبغي الاستعجال في الحكم عليه. هو يحتاج وقتًا ليتكيف مع المنتخب، ويحتاج إلى مباريات ووديات ليثبت نفسه. ثقافة اللاعب المحترف تختلف بشكل إيجابي، ووجود السعدي يعطي زخمًا للمنتخب إذا تم التعامل معه بحكمة.
كيف تقيّم مستوى المسابقات المحلية هذا الموسم؟ وإلى ماذا يؤشر؟
المستوى ضعيف جدًا، فالفرق من المركز الرابع للأخير في الدوري تنافس على الهبوط، وهذا مؤشر على مدى الضعف، والبطولات المحلية الأخرى لم ترق للمستوى المطلوب، ومباراة نهائي كأس سلطان عمان كانت استثناء، لكن الواقع يعكس غياب التخطيط الإستراتيجي، ويهدد مستقبل المنتخب.
ما المطلوب من الاتحاد العماني لدفع اللعبة إلى مستوى أعلى؟
الاتحاد جزء من الحل، لكنه يحتاج إلى دعم حكومي وخاص، وتطوير البنية التحتية، والاهتمام بالمراحل السنية، ووضع إستراتيجية واضحة طويلة الأمد. كما يجب التعاون مع الأندية والإعلام والجمهور، لإحداث نهضة حقيقية، لأن كرة القدم تحتاج إلى عمل جماعي وليس فقط جهود فردية.